لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى :

{ وأزلـفـت الـجـنـة لـلـمـتـقـيـن غـيـر بـعـيـد ــــ هـذا مـا تـوعَـدون لـكـل أوّاب حـفـيـظ ــــ مَّـنْ خـَشِـيَ الـرحـمـن بـالـغـيـب وجـاء بـقـلـبٍ مّـنـيـب ــــ ادخـلـوهـا بـسـلام ذلـك يـوم الـخـلـود ــــ لـهـم مـا يـشـاءون فـيـهـا ولـديـنـا مَـزيـد ... ق : 31 ــ 35 }


قال المفسّرون رحمهم الله :


وأزلِـفــَـت الـجـنـة لـلـمـتـقـيـن غـيـر بـعـيـد .


أي : قــُـرّبَـت وأدنِـيـَـت الـجـنـة مـن الـمـؤمـنـيـن الـمـتـقـيـن مـكـانـًا غـيـر بـعـيـد ، بـحـيـث تـكـون بـمـرأى مـنـهـم مـبـالـغـة فـي إكـرامـهـم فـيُـشـاهـدونـهـا فـي الـمـوقـف .


هـذا مـا تـوعـدون لـكـل أوّاب حـفـيـظ .


أي : الـخـطـاب مُـوجّـه لـلـمـؤمـنـيـن ، هـذا الـذي تـرونـه مـن الـنـعـيـم هـو مـا وعـده الله لـكـل عـبـدٍ رجّـاع إلـى الله ، حـافـظ لـعـهـده وأوامـره ، ولِـمَـا اسـتـودعـه الله مـن حـقـه ونـعـمـتـه .


مـن خـشـي الـرحـمـن بـالـغـيـب .


أي : الـذي خـاف الـرحـمـن فـأطـاعـه دون أن يـراه لـقـوة يـقـيـنـه أن الله مُـطـلـع عـلـيـه .


وجـاء بـقـلـب مُـنـيـب .


أي : ولـقـي الله بـقـلـب خـاشـع تـائـب خـاضـع مـخـلِـص مـقـبـل عـلـى الـطـاعـة .


ادخـلـوهـا بـسـلام ذلـك يـوم الـخـلـود .


أي : يـقـال لـهـم ادخـلـوا الـجـنـة بـسـلامـة مـن الـعـذاب والـهـمـوم والأكـدار ، ذلـك هـو يـوم الـبـقـاء الـذي لا انـتـهـاء لـه أبـدا فـلا مـوت ولا فـنـاء فـي الـجـنـة .


لـهـم مـا يـشـاءون فـيـهـا .


أي : لـهـم فـي الـجـنـة مـن كـل مـا تـشـتـهـيـه أنـفـسـهـم و تـلـذ بـه أعـيـنـهـم مـن فـنـون الـنـعـم وأنـواع الـخـيـر .


ولـديـنـا مَـزيـد .


أي : وعـنـدنـا لـلـمـتـقـيـن الـمـؤمـنـيـن زيـادة عـلـى ذلـك الإنـعـام والإكـرام ، مَـزيـد مـن الـنـعـم الـتي لـم تـخـطـر لـهـم عـلـى بـال ، ولا مَـرّت لـهـم فـي خـيـال ، كـمـا يُـكـرمـهـم ربـهـم بالـتـجـلـّي لـعـبـاده الـمـؤمـنـيـن فـي الـجـنـة فـيـنـظـرون لـوجـهـه الـكـريـم .